استعدّوا للصيف الساخن الذي يسبق الإنفراج
بعد ثلاثة أيام ندخل فصل الصيف الساخن جداً هذا العام، فبالإضافة إلى ارتفاع درجات حرارة الطقس، من المتوقع أن ترتفع وتيرة المفاوضات في المنطقة، والتي لا بد ستنعكس على لبنان الذي أصبح ملفّاً أساسياً قائماً بذاته، منذ تدخل الفاتيكان وإعلان خوفها على الصيغة اللبنانية، ولكن يبقى السؤال حول متى يكون هذا التأثير؟
في نظرة سريعة على مسار الأمور في المنطقة يتبين أن قطار المفاوضات الذي انطلق منذ فترة بات قريباً من خطّ النهاية في أكثر من ملف، منها الملف الأبرز الذي يضم الولايات المتحدة الأميركية وإيران، فالجمهورية الإسلامية التي تُنهي اليوم الاستحقاق الرئاسي باتت قريبة جدا من إتمام الإتفاق مع أميركا، وفي هذا الإطار تُشير مصادر مطّلعة إلى أن العودة للإتفاق النووي بات حتميّة وهي بحاجة إلى أيام، ومن المتوقع أن تكون الشهر المقبل، وهو موعد وضع لبنان على طاولة الفاتيكان، وفتح الملف اللبناني في الإدارة الاميركية.
تؤكد المصادر أن الإنتهاء من التفاوض الأميركي – الإيراني لا يعني الحل في لبنان، بل يعني الإنتهاء من الملف الذي يشكل أولوية أميركية في المنطقة، تمهيداً للإنتقال إلى ملفات أخرى، علماً أن الملفات التي تؤثر على لبنان هي: الملف اليمني السعودي، الملف الإيراني السعودي، الملف السوري، والملف الأميركي الإيراني.
ترى المصادر أن صيف المفاوضات سيكون ساخناً، فالتفاوض لا يتم عادة على نار باردة، لذلك علينا كلبنانيين الإستعداد لأيام صعبة، سيكون فيها رفع الدعم قد أصبح حتمياً، علماً أنه مع نهاية شهر حزيران سينتهي زمن البنزين على سعره الحالي، والمتوقع بعد حزيران أن يصبح سعر الصفيحة 60 ألف ليرة، بحال تم التوافق على اعتماد سعر 3900 ليرة للدولار الواحد لفتح الإعتمادات في المصرف المركزي، أو 180 إلى 200 ألف ليرة بحال تم رفع الدعم كلياً، واستمرار الدولار في السوق السوداء على سعر 15000، ما يعني حتماً ارتفاع سعر المازوت وكل الخدمات المتعلقة بهذه المادة.
لعبة شدّ الحبال شارفت على النهاية
في لبنان فإن لعبة شد الحبال في مسألة تشكيل الحكومة شارفت على النهاية، إذ تكشف المصادر أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أبلغ المحيطين به أنه لن يقبل بوقوع الإنهيار التام في ظل استمراره كرئيس مكلف، ولكنه بنفس الوقت لن يعتذر في ظل الوضع الناري القائم حالياً، والاهم أنه لن يعتذر بحال عدم وجود رؤية للحل المقبل، وبالتالي فنحن أيضاً امام أيام مصيرية تحدد مستقبل الملف الحكومي، والخيارات المطروحة تتراوح بين تشكيل الحكومة، واعتذار الحريري بعد التسليم باختياره شخصياً الرئيس المكلف التالي، معتبرة أن بقاء الجو المتشنج على ما هو عليه قد يعني بحال اعتذر الرئيس المكلف عدم القدرة على تسمية أي شخصية سنية، وبحال تم تسمية أحد فإنه لن يكون قادراً على التشكيل.
الطرح الفرنسي بات أقرب
كلما تقدم الوقت، كلما أصبح الطرح الفرنسي بشأن حكومة إدارة الإنتخابات أقرب إلى الواقع، مع قيام تلك الحكومة بوضع الخطوط العريضة للتفاوض مع صندوق النقد، وضمان استمرار سير الخدمات العامة في لبنان، ولكن كل ذلك يتوقف على مسار المفاوضات التي ستحصل قريباً جداً بما يخص لبنان، وهو ما قد تبدأه السفيرة الأميركية في لبنان قريباً جداً.